وأشرقت شمس العلم من جديد على عمان عندما تسلم حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – رحمه الله _ الحكم في البلاد في الثالث والعشرين من يوليو المجيد لعام 1970م ، حيث اعتبر جلالة القائد المعظم نشر التعليم وتعميمه بالبلاد من أهم الأهداف الحيوية للنهضة المباركة ، فقد كان الشعب العماني محروما من التعليم قبل عام 1970م ماعدا النزر اليسير فقال جلالته – رحمه الله - في بداية مسيرة النهضة " كان التعليم أهم ما يشغل بالي ...ورأينا أنه لا بد من توجيه الجهود الأولى إلى نشر التعليم". وعليه فقد شهد قطاع التعليم بعد بزوغ فجر النهضة نقلة نوعية وكمية ضخمة باعتباره عاملا أساسا لبناء المواطن العماني وخلق جيل مؤمن قادر على تحمل مسئوليته في البناء الوطني من جانب ومواكبة التحول المطرد في الحياة العصرية من جانب آخر .
- نشر التعليم في ربوع السلطنة :
انطلقت مسيرة النهضة التعليمية في مختلف ولايات ومناطق السلطنة بزخم واندفاع كبيرين لتعوض ما فات أبناء البلاد من تعليم فارتفع عدد المدارس من ثلاث مدارس فقط تضم نحو (900) طالب في عام 1970م إلى (207) مدارس ونحو (55752) طالبا وطالبة في العام الدراسي 1975/1976م .
ومع العام الدراسي 1972/1973م بدأ التعليم الإعدادي ثم بدأ التعليم الثانوي للمرة الأولى في السلطنة عام 1973/1974م.وقفزت موازنة التعليم في البلاد من مليون وواحد وثلاثين ألفا وتسعة وسبعين ريالا في العام الدراسي 1970/1971م إلى سبع وتسعين مليونا وثلاثمائة وألفين وواحد وستين ريالا في عام 1981/1982م